مهرجان ألحان الزمن الجميل: مزيج من التراث والحاضر يحيي روح الثقافة الحضرمية
لقطة من مسرح مهرجان ألحان الزمن الجميل. مصدر الصورة: وسائل التواصل الاجتماعي
ملخص:
ألحان الزمن الجميل هو مهرجان موسيقي فريد من نوعه يُقام في مدينة تريم بمحافظة حضرموت احتفاءً بالتراث الفني الموسيقي بأسلوب عصري.
يُقدم المهرجان مقطوعات موسيقية متنوعة من التراث الحضرمي، مع دمجها بأنغام الموسيقى الغربية.
يُعدّ المهرجان نموذجًا للتنمية الثقافية التي تهدف إلى تعزيز واستدامة التراث الثقافي في حضرموت واليمن عمومًا.
شهدت مدينة تريم بمحافظة حضرموت مهرجانًا موسيقيًا فريدًا احتفى بالتراث الفني الموسيقي بأسلوب حديث. ويُعدّ المهرجان الأول من نوعه، وقدمه مؤسسة حضرموت للثقافة بالشراكة مع الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق). ويُمثّل هذا المهرجان نموذجًا لجهود التنمية الثقافية الرامية إلى استدامة التراث الثقافي في حضرموت واليمن عمومًا.
أُقيم مهرجان ألحان الزمن الجميل في خامس أيام عيد الفطر المبارك لعام 2024، ليُضفي لمسة نوعية على احتفالات العيد. وقدّم خلاله الموسيقي محمود الهندي خمس مقطوعات موسيقية متنوعة من التراث الحضرمي، تنوعت بين الإنشاد الديني إلى "بني مغراه" و"الخويب" وغيرها من الفنون. كما تمّ مزج نغمات هذه الفنون التراثية بأنغام الموسيقى الغربية، مما أضفى عليها رونقًا خاصًا.
يُعدّ محمود الهندي من الموسيقيين المتميزين في اليمن، حيث يعمل منذ سنوات في مجال صناعة الموسيقى لصالح العديد من القنوات التلفزيونية والمشاريع الموسيقية. وقد أنتج - أو ساهم في إنتاج - العديد من الهويات الصوتية للبرامج التلفزيونية والإذاعية والاحتفالات والحفلات الموسيقية.
يتجاوز مهرجان ألحان الزمن الجميل كونه مجرد مهرجان موسيقي، ليُصبح نموذجًا للتنمية الثقافية التي يفتقد إليها اليمن عمومًا. فلم يقتصر هدف المهرجان على إعادة إبداع الألحان فقط، بل سعى أيضًا إلى التأكيد على دور وقوة الشعر، وإبراز الأدوات الموسيقية، وإظهار الملابس التقليدية.
وفي تصريح خاص، أشار الموسيقي محمود الهندي إلى أن المشروع يهدف إلى خلق فرصة للتواصل بين الموسيقيين وتبادل الخبرات، كما أنه فرصة لتعليم الجيل الحاضر تراثهم الأصيل وتوثيقه وإعادة إبداعه لضمان استمراره ونقله وتقديره.
يُجسّد هذا المهرجان المفهوم الشاملة للتنمية الثقافية التي تهدف إلى تعزيز وتطوير مختلف جوانب الثقافة في المجتمع، من الفنون والأدب إلى الأفكار والعادات والتقاليد. كما يسعى إلى رفع مستوى الوعي والإبداع لدى أفراد المجتمع، وخلق بيئة إيجابية تُحفز على المشاركة الثقافية والحوار البناء.
تُعدّ التنمية الثقافية ذات أهمية بالغة لِما لها من تأثيرات إيجابية على مختلف جوانب الحياة. فمن خلالها يتم تعزيز الهوية الوطنية والشعور بالانتماء، وتحفيز التنوع الثقافي والاندماج الاجتماعي. كما تُساهم التنمية الثقافية في تنمية مهارات التفكير النقدي وحلّ المشكلات لدى الأفراد، ممّا يُساعد على تحسين قدراتهم الإنتاجية ومساهمتهم في التنمية الاقتصادية.
تُعدّ التنمية الثقافية استثمارًا ضروريًا في مستقبل أي مجتمع، فهي تُساهم في بناء مجتمعات مُثقفة وواعية، قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التقدم.
@UNESCO @USAID
Comments