ارتفاع درجات الحرارة وفشل الأنظمة الصحية: أزمة المناخ في اليمن تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة

الملخص:
يعمل تغير المناخ على تكثيف الأحداث المناخية المتطرفة في اليمن، مما يؤثر بشكل غير متناسب على الفئات السكانية الضعيفة مثل النازحين داخليًا والنساء والأطفال.
يكافح النظام الصحي الهش في اليمن للتعامل مع المخاطر الصحية المتزايدة المرتبطة بالمناخ، بما في ذلك الأمراض المنقولة بالنواقل والأضرار التي تلحق بالبنية الأساسية.
يحث البنك الدولي على اتخاذ إجراءات فورية، ويدعو إلى استراتيجية شاملة للتكيف مع المناخ والصحة مع تحسين الرعاية الصحية وأنظمة الإنذار المبكر وزيادة الاستثمار في المرونة المناخية.
سلط تقييم حديث للبنك الدولي الضوء على التهديد المتزايد الذي يشكله تغير المناخ على السكان الضعفاء في اليمن، مشددًا على الحاجة الملحة إلى تدابير التكيف. يكشف "تقييم التعرض للمناخ والصحة: الجمهورية اليمنية" أن الأحداث الجوية المتطرفة - مثل الفيضانات وموجات الحر وندرة المياه - تتزايد بسبب تغير المناخ، مما يؤثر بشكل غير متناسب على النازحين داخليًا والنساء والأطفال.
ويقدر التقرير أن أكثر من أربعة ملايين يمني، معظمهم في مأرب والحديدة وحجة وتعز، نازحون داخليا، ويعيشون في مجمعات غير رسمية لا تتوفر لها سوى حماية ضئيلة من المخاطر المناخية. النساء والأطفال، الذين غالبا ما يتحملون مسؤولية جمع المياه، معرضون بشكل خاص للحرارة الشديدة وخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه.
يتعرض النظام الصحي الهش بالفعل في اليمن لضغوط شديدة، مع تزايد المخاطر الصحية المرتبطة بالمناخ. ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تفاقم الأمراض المنقولة بالنواقل مثل الملاريا وحمى الضنك، في حين تهدد الفيضانات الشديدة بإلحاق الضرر بالبنية التحتية الصحية. ويؤكد التقييم على أهمية تعزيز مرونة النظام الصحي في اليمن من خلال تحسين الحوكمة، وتعزيز أنظمة البيانات الصحية، وزيادة الاستثمار في التكيف مع المناخ.
ويحث البنك الدولي صناع السياسات وأصحاب المصلحة الدوليين على التحرك بسرعة، مؤكداً أن الأزمات الصحية الناجمة عن المناخ قد تؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار البلاد في حالة عدم التدخل العاجل. ويدعو التقرير إلى استراتيجية شاملة للتكيف مع تغير المناخ والصحة، بما في ذلك أنظمة الإنذار المبكر، وتحسين تقديم الرعاية الصحية، وزيادة التمويل اللازم لمواجهة تغير المناخ.
في ظل التحديات المتفاقمة التي يواجهها اليمن بسبب الصراع والصعوبات الاقتصادية والتدهور البيئي، يحذر الخبراء من أن التقاعس عن العمل لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة. وتشكل النتائج تذكيراً صارخاً بأن معالجة تغير المناخ ليست مجرد قضية بيئية بل ضرورة إنسانية.
Comentarios