يتدفق المهاجرون الأفارقة إلى اليمن رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد
ملخص
يشهد ممر الهجرة في القرن الأفريقي واليمن زيادة كبيرة في أعداد المغادرين، مع زيادة بنسبة 18% من إثيوبيا في عام 2024 مقارنة بعام 2023.
انقلب قارب قبالة سواحل اليمن في يونيو/حزيران 2024، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 49 شخصًا، بينهم نساء وأطفال.
الأطفال معرضون للخطر بشكل خاص في هذه الرحلة، وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة، وتحسين تدابير الحماية، وإيجاد بدائل آمنة.
لا يزال ممر القرن الأفريقي واليمن، المعروف أيضًا باسم الممر الشرقي، أحد أكثر طرق الهجرة ازدحامًا وخطورة في العالم. ينطلق مئات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من الإثيوبيين والصوماليين، في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر بحثًا عن فرص أفضل في شبه الجزيرة العربية.
يسلط تقرير جديد صادر عن المنظمة الدولية للهجرة (IOM) الضوء على الديناميكيات المعقدة الموجودة، ويسلط الضوء على العدد المتزايد من المهاجرين، والمخاطر التي يواجهونها، والتحديات المستمرة.
ويرسم التقرير صورة مقلقة لتزايد الهجرة.بين يناير ويونيو من عام 2024، تتبعت المنظمة الدولية للهجرة حوالي 108000 رحلة مغادرة من إثيوبيا وحدها، بزيادة قدرها 18% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. ويمتد هذا الاتجاه إلى نقاط أخرى على طول الطريق.
شهدت التحركات التي تم تتبعها في أوبوك، جيبوتي، باتجاه شبه الجزيرة العربية زيادة مذهلة بنسبة 58% بين مايو ويونيو، متجاوزة جميع الأرقام القياسية السابقة.وبالمثل، شهدت مدينة بوساسو في الصومال ارتفاعًا بنسبة 43% في تحركات المهاجرين مقارنة بالنصف الأول من عام 2023. وتشير هذه الأرقام إلى زيادة كبيرة في تدفق الأشخاص الذين يحاولون القيام بهذه الرحلة، على الرغم من الجهود المستمرة للحد من الهجرة غير النظامية.
ويتجلى اليأس الذي يدفع الهجرة في رغبة الناس في المخاطرة بحياتهم. وحدث مثال مروع في يونيو/حزيران 2024 عندما انقلب قارب يحمل 260 مهاجرًا، معظمهم من الإثيوبيين والصوماليين، قبالة سواحل اليمن.وأدى هذا الحادث المأساوي إلى مقتل ما لا يقل عن 49 مهاجرًا، وفقد 140 آخرين. وكان من بين المتوفين 31 امرأة و6 أطفال، مما يسلط الضوء على التكلفة البشرية لهذه الهجرة غير النظامية.
الأطفال معرضون للخطر بشكل خاص في هذه الرحلة الغادرة.ويشدد التقرير على ضرورة زيادة التركيز على حماية حقوق الأطفال طوال عملية الهجرة. فهم عرضة للاستغلال والإساءة والاتجار في كل مرحلة، بدءًا من التجنيد وحتى الرحلة نفسها وعند الوصول إلى بلدان المقصد.
وتدعو نتائج هذا التقرير الحكومات في المنطقة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة.إن معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، مثل الفقر والصراع وانعدام الفرص، أمر بالغ الأهمية لوقف تدفق الأشخاص الذين يلجأون إلى طرق غير منتظمة وخطيرة. بالإضافة إلى ذلك، يعد ضمان سلامة وحماية المهاجرين، وخاصة الأطفال، طوال رحلاتهم أمرًا بالغ الأهمية. ويشمل ذلك توفير الوصول إلى الضروريات مثل الغذاء والماء والمأوى، بالإضافة إلى حمايتهم من الاستغلال والعنف.
إن الاستثمار في التعاون الإقليمي أمر ضروري أيضا. يعد التعاون بين بلدان المنشأ والعبور والمقصد ضروريًا لإنشاء قنوات هجرة آمنة ومنتظمة، وتحسين ممارسات إدارة الحدود، ومكافحة شبكات التهريب. علاوة على ذلك، فإن توفير بدائل قابلة للتطبيق لأولئك الذين يسعون إلى مغادرة بلدانهم الأصلية، مثل برامج تنمية المهارات ومبادرات خلق فرص العمل، يمكن أن يوفر حلولاً أكثر أمانًا واستدامة.
لا يزال الوضع في الممر الشرقي مأساويا. ترسم زيادة تدفقات الهجرة والحوادث المأساوية صورة قاتمة.هناك حاجة إلى جهود متضافرة من قبل جميع أصحاب المصلحة لمعالجة الأسباب الكامنة، وتعزيز حماية المهاجرين، وفي نهاية المطاف، خلق بيئة هجرة أكثر إنسانية وأمانًا.
@IOM
Comments