top of page

سيمفونيةُ الحياةِ لا تنقطعُ: الثقافةُ والفنونُ اليمنية تُقاومُ البؤس

تاريخ التحديث: ٦ أغسطس

صمود الفن اليمني، ظاهرة فريدة في بلد يعاني الأزمات

ملخص

  • يُظهر مشروع "السيمفونيات التراثية" قدرة الفن اليمني على الصمود والإبداع حتى في أحلك الظروف، مدعومًا بتنوعه وثرائه الثقافي.

  • تُقدم الفنون ملاذًا للتعبير عن المشاعر، وتعزيز التضامن، ونشر الأمل، وتوفير فرصة للهروب من الواقع الصعب، خاصةً في أوقات الأزمات.

  • تلعب المبادرات الفردية والمؤسسية، ووسائل الإعلام، والتكنولوجيا دورًا هامًا في تنمية المشهد الثقافي، ونقل الإرث الحضاري، وتعزيز الهوية المجتمعية.

 

تزدهر الثقافة والفنون عادةً في المجتمعات التي تتمتع باستقرار سياسي واجتماعي وازدهار اقتصادي وتنوع وتعددية ثقافية. فعلى سبيل المثال، شهدت العصور الذهبية للإسلام وعصور النهضة الأوروبية ازدهارًا ثقافيًا وفنيًا هائلاً. إلا أن بعض المجتمعات قد تُقاوم عوامل التراجع وتناضل من أجل استمرار فنونها وثقافتها حتى في أحلك الظروف، كما هو الحال في اليمن، البلد العريق ذو التاريخ الحضاري الغني.


يُعد مشروع "السيمفونيات التراثية" بقيادة المؤلف الموسيقي محمد القحوم أحد الأمثلة البارزة على سعي اليمنيين لإيصال فنونهم إلى العالم وضمان استمراريتها ونقلها إلى الأجيال القادمة. يقدم المشروع حفلات موسيقية تراثية بأسلوب أوركسترالي في مسارح العالم، بدءًا من ماليزيا، مرورًا بمصر وفرنسا والكويت وقطر، مع المزيد من الحفلات المقررة خلال الأشهر المقبلة.


رغم حالة الركود والأزمة التي يعيشها اليمن، إلا أن التنوع الثقافي والثراء الفني في هذا البلد كانا دافعًا قويًا لاستمرار الفنون والثقافة على الرغم من جميع القيود. فعندما يكون المشهد الثقافي محفزًا على الإبداع، والمجتمع مستعدًا للتعاون وتبادل الخبرات والثقافات، والجمهور متفاعلًا ومتعطشًا للفن، والقيادة الثقافية والفنية قوية، فمن المستحيل إسكات صوت الفن والثقافة.


يمكن للأفراد والمؤسسات التي تدعم الفنون وتشجع على الإبداع أن تلعب دورًا هامًا في تنمية المشهد الثقافي. كما يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورًا هامًا في نشر الوعي بالثقافة والفنون وتعزيزهما.


علاوة على ذلك، توفر التكنولوجيا أدوات جديدة للفنانين للتعبير عن أنفسهم وخلق أشكال جديدة من الفن. وبالتالي، يمكن للمجتمعات الحفاظ على إرثها ونقله إلى الأجيال القادمة، والتغلب على عواقب الأزمات، وكسر قيود اليأس.


إن بقاء الفنون والثقافة حية في بعض المجتمعات رغم الأزمات ظاهرةٌ مثيرة للاهتمام لها عدة أسباب، من أهمها ما توفره الفنون والثقافة من وسائل للتعبير عن المشاعر والأفكار التي يصعب التعبير عنها بالكلمات، خاصةً في أوقات الأزمات. كما تُساعد الفنون على ربط الناس ببعضهم البعض وخلق شعور بالانتماء والمجتمع.


تُقدم الفنون والثقافة كذلك شعورًا بالأمل والإلهام، وتُساعد الناس على مواجهة الصعاب. إنها فرصة للهروب من الواقع الصعب، والانغماس في عالم من الجمال والإبداع والتفكير الإيجابي. ناهيك عن كونها جزءًا أساسيًا من هوية المجتمع وتاريخه، وتعزيزًا للشعور بالفخر والانتماء.


العودة إلى حفلات مشروع "السيمفونيات التراثية" كمثال، تُظهر تفاعلًا كبيرًا من قبل الجماهير اليمنية داخل الوطن وخارجه. وتُعد هذه الظاهرة دليلًا على دور الفنون والثقافة في جمع الناس ومنحهم شعورًا بالتضامن والأمل والاستمرارية.


تُمثل الثقافة والفنون تراثًا إنسانيًا عريقًا يمتد عبر الزمن، من الحضارات القديمة إلى العصر الحديث. وهي تتميز بالتجديد والإبداع المستمر. وبدون هذا التجديد والإبداع، تموت الثقافات وتتلاشى الفنون. لذلك، تعد المشاريع الثقافية والفنية في اليمن وخارجه ذات أهمية كبيرة لاستمرار سيمفونية اليمن التراثية والثقافية والفنية التي صمدت وتجددت خلال آلاف السنين بفضل غناها وتنوعها وحب الناس لها.

 

@hsymphonies

Comments


bottom of page