اليمن يتضور جوعا مع انهيار الاقتصاد
ملخص:
تواجه نسبة قياسية تبلغ 60% من الأسر اليمنية نقصاً في الغذاء، مع تضاعف الحرمان الشديد في الشمال.
أدى الانخفاض السريع في قيمة الريال اليمني وارتفاع تكاليف الوقود إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، مما جعل الضروريات غير قادرة على تحمل تكاليفها بالنسبة لمعظم الناس.
تؤدي برامج المساعدات التي تعاني من نقص التمويل وتعليق المساعدات الغذائية في الشمال إلى تفاقم انتشار الجوع على نطاق واسع.
يقف اليمن على شفا أزمة غذائية كارثية، حيث تكافح نسبة غير مسبوقة من الأسر تبلغ 60 بالمائة من الأسر للحصول على الغذاء الكافي. والوضع رهيب بشكل خاص في الجنوب، الذي تسيطر عليه الحكومة المعترف بها دولياً، حيث تعاني 61 بالمائة من الأسر من انعدام الأمن الغذائي. وفي ظل السلطات التي تتخذ من صنعاء مقراً لها، فإن الشمال ليس بعيداً عن الركب، حيث يواجه 59 بالمائة من السكان نقصاً في الغذاء.
"اليمن على شفا أزمة غذائية كارثية، حيث تكافح نسبة غير مسبوقة من الأسر تبلغ 60 بالمائة من الأسر للحصول على الغذاء الكافي"
الدافع الرئيسي لأزمة الغذاء في اليمن هو الانخفاض السريع في قيمة الريال اليمني، خاصة في الجنوب. فقدت العملة ما يقرب من ربع قيمتها مقابل الدولار الأمريكي خلال عام، بسبب تضاؤل الاحتياطيات الأجنبية وتوقف صادرات النفط. وقد أدى هذا الانهيار الاقتصادي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، مما جعل الغذاء ليس في متناول الملايين.
ارتفعت تكلفة استيراد المواد الغذائية بسبب ارتفاع أسعار الوقود. وبينما ارتفعت واردات الوقود عبر موانئ البحر الأحمر، انخفض العرض عبر الموانئ الجنوبية بشكل كبير. وقد أدى هذا، بالإضافة إلى ضعف العملة، إلى ارتفاع أسعار البنزين والديزل، مما أثر على نقل وتوزيع المواد الغذائية.
على الرغم من زيادة الواردات الغذائية عبر موانئ البحر الأحمر، فإن توفر المواد الغذائية الأساسية لم يُترجم إلى تحسن في الأمن الغذائي. وقد أدى ارتفاع تكاليف المعيشة إلى تآكل القوة الشرائية للناس، مما جعلهم غير قادرين على تحمل حتى الضروريات.
ويؤدي الارتفاع العالمي في أسعار المواد الغذائية إلى تفاقم الوضع، وخاصة بالنسبة للزيوت النباتية.على الرغم من استقرار مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء مقارنة بالشهر السابق، إلا أنه لا يزال مرتفعًا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ويزيد هذا الاتجاه التصاعدي في تكاليف الغذاء العالمية الضغط على سلسلة الإمدادات الغذائية الهشة بالفعل في اليمن.
وتكافح الوكالات الإنسانية للتعامل مع الأزمة. يعاني برنامج الأغذية العالمي من نقص حاد في التمويل، حيث تم تمويل خطته القائمة على الاحتياجات بنسبة 28 بالمائة فقط للأشهر المقبلة. وقد أدى تعليق المساعدات الغذائية في الشمال إلى تفاقم الوضع، مما ترك الملايين عرضة لخطر المجاعة.
وما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، وزيادة الواردات الغذائية، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية، فمن المرجح أن تتفاقم أزمة الغذاء في اليمن، مع عواقب مدمرة محتملة على السكان.
Opmerkingen