أدى الارتفاع المستمر في تكلفة السلع والخدمات الضرورية بسبب التضخم إلى زيادة الفقر وعدم الاستقرار المالي في اليمن، وخاصة بين الشباب.
تناولت دراسة حديثة لرمزي عبد الله أحمد حسن بعنوان "التضخم في اليمن: تهديد للاستقرار والتنمية" أسباب وعواقب التضخم في اليمن، مع التركيز على المتغيرات الاقتصادية والجهود الاستراتيجية. وتسلط الدراسة الضوء على عوامل مثل انخفاض قيمة العملة بسبب الاضطرابات السياسية واستنزاف الاحتياطيات الأجنبية مؤكدةً على الحاجة إلى الاستقرار السياسي والمساعدات الخارجية والإصلاحات الهيكلية لتعزيز الاقتصاد اليمني والحفاظ على استقرار الأسعار. وتقدم الدراسة رؤى قيمة حول التحديات والحلول المحتملة لإدارة التضخم في اليمن.
وبحسب البحث، فإن أسباب التضخم في اليمن متعددة الأوجه ولها آثار كبيرة على الاقتصاد. أحد الأسباب الرئيسية هو انخفاض قيمة العملة، والذي تفاقم بسبب الاضطرابات السياسية واستنزاف الاحتياطيات الأجنبية. أدى عدم الاستقرار السياسي في اليمن إلى فقدان ثقة المستثمرين، مما أدى إلى سحب رؤوس الأموال وانخفاض لاحق في قيمة العملة المحلية. بالإضافة إلى ذلك، فإن استنفاد احتياطيات النقد الأجنبي جعل من الصعب على الحكومة دعم العملة المحلية، مما ساهم في زيادة التضخم.
إن تأثيرات التضخم على الاقتصاد اليمني بعيدة المدى. وقد أدى الارتفاع المستمر في تكلفة السلع والخدمات الضرورية بسبب التضخم إلى زيادة الفقر وعدم الاستقرار المالي، وخاصة بين الشباب. وقد أدى ذلك إلى صعوبة تلبية احتياجات الناس الأساسية، مما أدى إلى انخفاض مستويات المعيشة. علاوة على ذلك، وفقاً لرمزي، أدى انخفاض قيمة العملة المحلية إلى زيادة صعوبة استيراد المنتجات على الشركات، مما أدى إلى نقص المنتجات وارتفاع الأسعار. وهذا بدوره أدى إلى انخفاض القوة الشرائية للأفراد وأدى إلى انخفاض الدخل الحقيقي، مما زاد من تدهور الظروف المعيشية.
وتؤكد الدراسة على أهمية المبادرات الاستراتيجية، مثل مراقبة الأسعار، والدعم المستهدف، وتعديلات السياسة النقدية، في الحد من الضغوط التضخمية. كما يسلط الضوء على أهمية الاستقرار السياسي والمساعدات الخارجية والإصلاحات الهيكلية في تعزيز الاقتصاد اليمني والحفاظ على استقرار الأسعار مع مرور الوقت.
وتشير نتائج البحث إلى أن التدخلات الاستراتيجية، بما في ذلك تعديلات السياسة النقدية، أظهرت آثارا مفيدة في تقليل الضغوط التضخمية في اليمن. وتؤكد الدراسة على دور البنك المركزي اليمني في تنفيذ التدابير والإصلاحات لمعالجة عدم الاستقرار في سوق النقد الأجنبي، مثل إدخال عملية المزاد الأسبوعي لبيع العملات عبر منصة إلكترونية واعتماد نظام سعر صرف مرن. وتهدف هذه التدخلات إلى التخفيف من تأثير انخفاض قيمة العملة وتحقيق الاستقرار في الاقتصاد.
وبينما تعترف الدراسة بالأثر المفيد للتدخلات الاستراتيجية، وخاصة تعديلات السياسة النقدية، في مكافحة التضخم في اليمن، فإنها تؤكد أيضاً على الحاجة إلى إصلاحات اقتصادية شاملة واستقرار للحفاظ على استقرار الأسعار والتنمية الاقتصادية على المدى الطويل في البلاد.
وتوكد الدراسة على أن تقلب سعر الصرف في اليمن يمكن أن يؤثر على الاستقرار المالي العام للبلاد. ويمكن أن يؤدي إلى انخفاض في الموارد المالية للدولة التي كان من الممكن استخدامها لأغراض التنمية، فضلاً عن زيادة الاعتماد على الواردات، مما قد يؤدي إلى عجز تجاري وخسائر في العمالة في الاقتصاد المحلي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ثقل الديون الخارجية، الذي يتفاقم بسبب تقلب سعر الصرف، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع التضخم وانخفاض مستوى معيشة السكان.
留言