يمكن تسخير التكنولوجيا كأداة قوية لتمهيد الطريق نحو التنمية في اليمن وتحفيز التغيير الإيجابي والمساهمة في معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الملحة.
تواجه البلدان المتورطة في الصراعات - مثل اليمن - العديد من التحديات التي تعيق قدرتها على الازدهار التكنولوجي؛ حيث يتم إعادة توجيه الموارد الشحيحة نحو جهود الصراع بدلاً من تخصيصها لمبادرات البحث والتطوير الحيوية للتقدم التكنولوجي.
إن تركيز الموارد الوطنية والاهتمام بالمساعي العسكرية يحول التركيز بعيداً عن رعاية بيئة إبداعية ضرورية لتحقيق إنجازات علمية. علاوة على ذلك، فإن الصراعات تعطل الهياكل المجتمعية وتؤدي إلى تآكل البنية التحتية الأساسية الضرورية لتبادل المعرفة والتعاون داخل المجتمعات.
إضافة إلى ذلك، يصبح التعاون بين البلدان المتأثرة بالصراع محدود بسبب العلاقات الدبلوماسية المتوترة وزيادة التدابير الحمائية التي تهدف إلى حماية المصالح الوطنية بدلا من تعزيز التعاون العالمي في المجالات التي تعتمد على التكنولوجيا. وبالتالي فإن التأثيرات السلبية الناجمة عن الصراعات تعيق بلا شك إمكانات النمو التكنولوجي لدى البلدان بطرق لا حصر لها؛ ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه العقبات، فقد أظهرت بعض الدول مرونة ملحوظة للتغلب على الشدائد من خلال الحيلة الاستثنائية التي تعزز جهود الابتكار المحلية وسط الاضطرابات او تستغل التكنولوجيا المتاحة لصالحها. ومن هذا المنطلق يجب التأكيد على دور التكنولوجيا في تحقيق تنمية مستدامة حتى في أوقات الأزمات.
يمكن تسخير التكنولوجيا كأداة قوية لتمهيد الطريق نحو التنمية المستدامة في اليمن وتحفيز التغيير الإيجابي والمساهمة في معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الملحة؛ فمن خلال الأساليب المبتكرة، يمكن للتكنولوجيات المتقدمة أن تساهم في القضاء على الفقر، وتحسين أنظمة الرعاية الصحية، وتعزيز فرص التعليم، والحصول على الطاقة المستدامة، وممارسات إدارة الموارد السليمة.
على سبيل المثال، يمكن للتكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي أن تساعد اليمن في تبسيط العمليات الإدارية مع تحسين الكفاءة والحد من الفساد. علاوة على ذلك، يمكن للخوارزميات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات لتحديد الأنماط التي تساعد صناع السياسات في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن استراتيجيات النمو الاقتصادي أو خطط الاستجابة للكوارث.
توفر حلول الطاقة المتجددة وسيلة أخرى لاستخدام التكنولوجيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تنويع مصادر الطاقة وزيادة فرص الحصول على الكهرباء بين السكان المحرومين. بالإضافة إلى ذلك، يسهل الاتصال عبر الهاتف المحمول الشمول المالي من خلال الخدمات المصرفية الإلكترونية التي تمكن المجتمعات المهمشة في اليمن من الوصول إلى التسهيلات والخدمات المالية والإئتمانية التي لم تكن متاحة لها من قبل؛ وبالتالي تعزيز إمكانات ريادة الأعمال داخل هذه المناطق.
توفر المنصات الرقمية وسيلة فعالة لنشر المعرفة والموارد التعليمية حتى في المناطق النائية التي قد تفتقر إلى البنية التحتية التقليدية. ومن خلال سد الفجوة الرقمية من خلال حلول الاتصال بالإنترنت بأسعار معقولة إلى جانب المحتوى التعليمي المخصص الذي يمكن الوصول إليه على أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الهواتف الذكية، تفتح التكنولوجيا إمكانيات تعليمية جديدة.
Comentarios