في اليمن الذي مزقته الحرب، يجد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والأمراض الأمل من خلال المراكز العلاجية التي تدعمها منظمة الصحة العالمية، والتي توفر الرعاية والدعم الحيويين وسط حالة من من الفقر والصراع.
صورة الغلاف: طفل يتلقى الرعاية الصحية في اليمن. مصدر الصورة: منظمة الصحة العالمية.
الخلاصة
أطفال اليمن يعانون من سوء التغذية والأمراض
• تفيد تقارير منظمة الصحة العالمية WHO أن ما يقدر بنحو 5 ملايين طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد.
• تتفاقم الأزمة بسبب انهيار نظام الرعاية الصحية نتيجة الصراع.
• في النصف الأخير من عام 2023، تم قبول ما يقرب من 1876 طفلاً في هذه المراكز، العديد منهم من المناطق النائية.
• تم فحص ما يقرب من 8703 أطفال من نفس الفئة العمرية للتأكد من عدم إصابتهم بسوء التغذية، حيث تم تشخيص إصابة 40% منهم بسوء تغذية حاد وتمت إحالتهم بعد ذلك لتلقي العلاج.
• تقدم منظمة الصحة العالمية المساعدة في النقل لتغطية تكاليف مقدمي الرعاية للوصول إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية.
• تركز منظمة الصحة العالمية على الصحة على المدى الطويل من خلال جلسات المشورة بشأن التغذية السليمة ورعاية المتابعة.
• من خلال التعاون مع الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، قامت منظمة الصحة العالمية بتدريب أكثر من 112 عاملاً طبياً على تقديم رعاية جيدة وتوفير الأدوية الأساسية والإمدادات والاختبارات التشخيصية.
في الأراضي اليمنية المنكوبة بالحرب، يستحوذ الواقع المؤلم على قلوب سكانها الأصغر سنًا، حيث يلقي الفقر وسوء التغذية والمرض بظلاله على حياتهم التي كانت خالية من الهموم. يرسم أحدث تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية صورة قاتمة: ما يقدر بنحو 5 ملايين طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد، ومستقبلهم في مهب الريح.
وراء هذه الإحصائيات الصارخة تكمن حكايات مؤثرة عن أطفال يكافحون الجوع، وأسر تتحمل أقصى طاقتها لتحمل تكاليف العلاج، ورحلات شاقة بحثًا عن المساعدة.
في اليمن، يعد النضال من أجل حماية الأطفال، ليس فقط من ويلات الحرب، ولكن أيضاً من قبضة الجوع والفقر القاسية التي تفاقمت بسبب الأزمة المستمرة، أمراً حقيقيًا للغاية. ومما يزيد من تفاقم هذا الوضع المزري انهيار نظام الرعاية الصحية تحت وطأة الصراع.
وسط هذا اليأس، تشرق منارة الأمل متمثلة في الدكتور جمال البابلي، وهو طبيب مخلص في مركز التغذية العلاجية (TFC) في مستشفى باجل بمحافظة الحديدة. إن تصميم الدكتور البابلي الثابت على رفع معايير الرعاية الصحية في البلاد يجسد مرونة الروح الإنسانية. فعلى الرغم من التحديات الهائلة التي يواجهها، فإنه يناضل بلا كلل لإنقاذ حياة الأطفال المصابين بسوء التغذية والمرض.
ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية، يعمل الدكتور البابلي ضمن شبكة مكونة من أربعة مراكز علاجية للطوارئ تدعمها منظمة الصحة العالمية بتمويل من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ (CERF). تعمل هذه المراكز بمثابة شرايين الحياة، حيث توفر التدخلات الغذائية الحيوية والإمدادات الطبية والأكسجين والمياه النظيفة للأطفال الذين هم في أمس الحاجة إليها.
في النصف الأخير من عام 2023، تم قبول ما يقرب من 1876 طفلاً في هذه المراكز، ينحدر العديد منهم من مناطق نائية ذات إمكانية محدودة للحصول على الرعاية الصحية. ومع ذلك، فإن الطلب غالباً ما يتجاوز القدرة الاستيعابية، مما يستلزم الإحالة إلى مرافق أخرى مثقلة بالأعباء. ومن المأساوي أن بعض الأطفال يصلون إلى حافة حالة حرجة بسبب التأخر في طلب المساعدة الطبية، نتيجة لعدم قدرة أسرهم على تحمل تكاليف العلاج في الوقت المناسب.
خلال هذه الفترة، تلقى 1876 طفلاً دون سن الخامسة العلاج، مصحوباً باستشارة مقدمي الرعاية لهم. علاوة على ذلك، تم فحص ما يقرب من 8703 أطفال من نفس الفئة العمرية للتأكد من عدم إصابتهم بسوء التغذية، وتم تشخيص إصابة 40% منهم بسوء تغذية حاد وتمت إحالتهم بعد ذلك لتلقي العلاج.
يؤكد الدكتور البابلي على الأهمية الحاسمة لتوفير العلاج المجاني، الأمر الذي أدى إلى انخفاض كبير في معدلات الوفيات بين الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. ومع ذلك، فهو يعترف بأن الوصول إلى هذه الخدمات لا يزال يشكل أعباء مالية على الأسر التي تكافح بالفعل لتغطية نفقاتها. وللتخفيف من حدة هذه المشكلة، تقدم منظمة الصحة العالمية المساعدة في النقل، مما يغطي تكاليف مقدمي الرعاية للوصول إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية.
بالإضافة إلى الرعاية الطبية الفورية، تؤكد منظمة الصحة العالمية على أهمية الصحة على المدى الطويل من خلال جلسات المشورة بشأن التغذية السليمة ورعاية المتابعة. كما تدعم المنظمة مبادرات تنمية الطفولة المبكرة للمساعدة في عملية التعافي.
ومن خلال التعاون مع الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، قامت منظمة الصحة العالمية بتدريب أكثر من 112 عاملاً طبياً على تقديم رعاية جيدة ووفرت الأدوية واللوازم والاختبارات التشخيصية الأساسية. ولم تنقذ هذه الجهود الأرواح فحسب، بل غرست الأمل في سعي اليمن إلى تحقيق مستقبل أكثر صحة لأطفاله.
تعد رحلة الدكتور البابلي رمزاً للقدرة على الصمود، حيث يواصل الدفاع عن رفاهية الفئات الأكثر ضعفاً في اليمن، مدفوعاً بإحساس عميق بالواجب والتعاطف. وفي مواجهة الشدائد، يعد تفانيه بمثابة منارة للأمل، تنير الطريق نحو غد أكثر إشراقًا لأطفال اليمن.
Comments